مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق

منتدى للتواصل وجمع الشمل, وفضاء للتنسيق واحياء التراث.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
باسم الله الرحمان الرحيم ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مكانة السنة النبوية في التشريع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الطيب الوزاني

محمد الطيب الوزاني


المساهمات : 198
تاريخ التسجيل : 24/03/2018

مكانة السنة النبوية في التشريع Empty
مُساهمةموضوع: مكانة السنة النبوية في التشريع   مكانة السنة النبوية في التشريع Emptyالأربعاء 6 يناير 2021 - 15:54

                 بسم اهضا الرحمن الرحيم

            مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي

تسطر أقلام عديد ممن يضمرون عداء وضغينة للمسلمين ، مقالات ودراسات ترمي إلى النيل من مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي ، وإلغاء دورها في ترسيخ العقيدة وبيان الشريعة .
ولن أدعي بأني سأنشغل بدحض مزاعمهم، أو الرد على ادعاءاتهم المنتشرة على نطاق واسع ، وإنما سأحاول نشر الثقافة اللازمة للتصدي لهذه الحملات المحمومة، المتوالية .
ولذلك سأقدم :
تعريفا للسنة النبوية ، ثم أحدد طبيعتها وأصنافها  ومكانتها في التشريع الإسلامي ، مع الاستشهاد بنصوص من الكتاب والسنة الصحيحة .
تعريف السنة :
السنة في اللغة
الطريقة والمنهج ، قال تعالى :
" ولن تجد لسنة الله تبديلا "  سورة الفتح ، الآية 13  .
وفي اصطلاح المحدثين،
السنة النبوية هي  كل ما نقل عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - من قول أوفعل أوتقرير، أوصفات خَلْقية وخُلُقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها ،
و عند الفقهاء:
السنة ما طُلب من المكلف فعله طلباً غير جازم ، أي ما كان مطلوباً من المسلمين أن يفعلوه لكن دون إلزام لهم على فعله ، و قيل أيضاً بأنها ما يُثاب على فعله و لا يُعاقب على تركه . وهي من الأحكام الخمسة الضابطة لأفعال المكلفين : الواجب ، السنة ، المندوب ، المكروه ، الحرام .
وعند الأصوليين :
الأصوليون توصلوا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشرع الذي يضع القواعد للمجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة؛ ولذلك عنوا بأقواله، وأفعاله، وتقريراته التي تثبت الأحكام وتقررها. واعتبروا السنة النبوية، المصدر الثاني للتشريع .
أصناف السنة النبوية :
تصنف السُنّة النبويّة بحسب ورودها عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم - إلى عدّة أصناف :
السنة القولية، والسنة الفعلية، والسنة التقريرية، وتختلف درجة الاحتجاج بالسنة بحسب قوة ذلك الصنف ودرجته.
السنة القولية:
وهي كل ما نقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من أقوال، ومثالها ما روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .       رواه البخاري ومسلم .
السنة الفعلية :
وهي كل ما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من أفعال تشير إلى أحكامٍ شرعية.
ومن الأمثلة على ذلك ما روي عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" صلوا كما رأيتموني أصلي "   رواه البخاري .
والسنة الفعليّة تأتي في المرتبة الثانية بعد السنة القولية .
السنة التقريرية :
ومعناها أن يرى النبيّ من أحد الصّحابة أو من جماعةٍ منهم فِعلاً يتعلّق به حكمٌ شرعيّ، فيقرّهم على فعله، وذلك بأن يسكت ولا ينكر عليهم فعلهم، أو يسمع قولاً من أحدهم ممّا يكون للأحكام الشرعيّة تأثير فيه فيقرّه عليه .
ومن ذلك إقراره صلى الله عليه وسلم في أعقاب غزوة الخندق لمن صلى من الصحابة العصر في الطريق قبل أن يصل الى ديار بني قريظة، ولمن صلاها في ديارهم .
وسببه، لمَّا نقض يهود بني قريظة العهد، وخانوا المسلمين في أصعب الظروف، وتآمروا مع الأحزاب الذين حاصروا المدينة المنورة للقضاء على الإسلام والمسلمين، وكان ذلك خرقاً واضحاً للمعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم معهم أول ما قدِم المدينة،
وبمجرد عودة المسلمين من الغزوة أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم  بسرعة الخروج إلى بني قريظة قبل أن يتحصنوا بحصونهم فقال لهم:
" ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيهم، وقال بعضهم: بل نصلي ، لم يرد منا ذلك. فذُكِر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم"
رواه البخاري.
مكانة السنة النبوية :
السنة النبوية وحي من الله تعالى كالقرآن ، إلا أن القرآن وحي من الله بألفاظه ومعانيه . والسنة النبوية هي وحي من الله بمعانيها ، أما ألفاظها فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسنة النبوية أصل من أصول الدين وحجة على جميع المكلفين متى نقلت إلينا بسندد صحيح ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم في حجيتها وفي وجوب العمل بها .
قال تعالى:
"  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " الحشر : الآية 7 ."
" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى "  النجم   الآية 4.
" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُومِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلمُوا تَسْلِيمًا " النساء   الآية 65
وعَنِ الْمِقْدامِ بن معدِي كرب الْكندي رَضِي الله عَنْه قَالَ:
قَال رسول اللَّهِ صلى الله عَلَيْه وَسلم:
أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ...
أخرجه: أحمد واللفظ له،  والدارمي ، وابن ماجه ، وأبو داود ،وابن حبان وصححه ، والحاكم وصححه ، والترمذي وحسنه .
ففي هذه النصوص وغيرها دليل على مكانة السنة النبوية ، وأنها وحي من الله جل وعلا، ولا سبيل إلى فَهم القرآن إلا بها، فهي المبينة والمفسرة والشارحة له .
ونظرا  لهذا الدور الذي أناطه المشرع بالسنة النبوية ، حاول أعداء المسلمين النيل من رجالها ورواتها والمشتغلين بجمعها وتصنيفها لإبعاد الأمة عن أهم مصادر تشريعها ، وتوفير فرص التقول والزيادة والافتراء على رسول اهجَ صلى اه ح عليه وسلم , ومن ثم تشويه الدين وإفساد عقائده وشرائعه .
                                          إعداد محمد الوزاني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مكانة السنة النبوية في التشريع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السنة النبوية وأهميتها في التشريع
» أهمية السنة في التشريع
» أقسام السنة النبوية
» الإعجاز في السنة النبوية
» من خصائص السنة النبوية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق :: القسم الاسلامي :: الحديث النبوي الشريف-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: