مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق

منتدى للتواصل وجمع الشمل, وفضاء للتنسيق واحياء التراث.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
باسم الله الرحمان الرحيم ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حديث جبريل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الطيب الوزاني

محمد الطيب الوزاني


المساهمات : 198
تاريخ التسجيل : 24/03/2018

حديث جبريل Empty
مُساهمةموضوع: حديث جبريل   حديث جبريل Emptyالخميس 29 أغسطس 2024 - 10:54




حديث جبريل

عن عمر رضي الله عنه قال:

بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب،

شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ،

فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال:

يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله ﷺ:

الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة،

وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا،

قال: صدقتَ،

فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.

قال: فأخبرني عن الإيمان، قال:

أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره،

قال: صدقتَ،

قال: فأخبرني عن الإحسان، قال:

أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال:

فأخبرني عن الساعة، قال:

ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال:

فأخبرني عن أماراتها، قال:

أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان،

ثم انطلق،

فلبثتُ مليًّا، ثم قال:

يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت:

الله ورسوله أعلم، قال:

فإنه جبريل أتاكم يُعلمكم دينَكم. رواه مسلم.







يارسول الله ما الإسلام ؟


أخبرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل

أنهم كانوا جلوسًا عند النبي ﷺ في بعض الأيام، فلم يسألوا،

فبعث الله جبرائيل يسأل حتى يستفيدوا

وتستفيد مَن بعدهم الأمة؛ رحمةً من الله جلَّ وعلا،

فالنبي وهو جالس بين الناس ذات يومٍ إذا جاء جبرائيل في صورة إنسانٍ

شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر،

ولا يعرفه من الحاضرين أحدٌ، فقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، ما هو؟

فقال له النبيُّ ﷺ: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة،

وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا،

فسَّر الإسلام بأركانه.

والإسلام كثير، يعمّ جميع ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله،

كله يُسمَّى: إسلامًا: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19] ومعناه: الإسلام لله،

الذل لله، والانقياد لله بأداء ما أمر، وترك ما نهى، هذا هو الإسلام؛

أن تُؤدي ما أمر الله، وأن تنتهي عمَّا نهى الله عنه، يعني في عموم الدين.

والنبي أجابه بالأصول والأركان الخمسة التي قال فيها ﷺ: بُني الإسلام على خمسٍ:

شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،

وصوم رمضان، وحج البيت؛ ليعلم الناس أنَّ هذه أصول الإسلام، وهذه أركانه العظيمة،




يارسول الله ما الإيمان ؟

ثم قال جبريل :

أخبرني عن الإيمان، يعني: عن أصوله، قال:

أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره،

هذه أصول الإيمان، وإلا فالإيمان يشمل الدينَ كله، يشمل جميع الدِّين،

يشمل الصَّلوات والزَّكوات والصيام والحج والشهادتين والجهاد وغير هذا من أوامر الله،

كما يشمل ترك ما نهى الله عنه، كله يُسمَّى: إيمانًا، كما قال النبي ﷺ:

الإيمان بضع وسبعون شعبة - أو قال: بضع وستون شعبة - فأفضلها قول لا إله إلا الله،

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

فالإيمان يشمل كلَّ ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله،

لكن الحديث أراد أن يُبين الأصول التي يرجع إليها الإيمان، وهي ستة:

أن تؤمن بالله أنه ربك وإلهك ومعبودك الحق، وأنه الخلَّاق العليم،

وأنه ذو الأسماء الحسنى، والصِّفات العُلَى، لا شبيهَ له، ولا كفء له، ولا نِدَّ له.

وبملائكته؛ تؤمن بأنَّ لله ملائكةً معروفين بطاعته وتنفيذ أوامره ، خلقهم الله من النور،

خُلق آدم من الطين، وخُلقت الملائكة من النور، وخُلق الشيطان من النار،

كما في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها:

أن النبي ﷺ قال: خُلِقَتِ الملائكةُ من النور، وخُلق آدم مما وُصف لكم،

وخُلق الجانُّ من مارجٍ من نارٍ، ولا يعلم عدد الملائكة إلا الله،

ألوف الملايين التي لا تُحصى، يقول النبيُّ ﷺ:

يدخل البيتَ المعمور كل يوم سبعون ألف ملكٍ للتعبد فيه

ثم لا يعودون إليه سائر الدهر،

وهم في طاعة الله وتنفيذ أوامره، منهم جبرائيل السفير بين الله وبين الرسل،

ومنهم إسرافيل الموكل بنفخ الصور، ومنهم ميكائيل الموكل بالقطر، بالمطر،

ومنهم مالك خازن النار، الذي قال فيه - جلَّ وعلا -:

وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77]، ومنهم الحفظة الموكَّلون بنا وبأعمالنا،

الذين قال فيهم سبحانه: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ۝ كِرَامًا كَاتِبِينَ ۝ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ

[الانفطار:10- 12]،

ومنهم ملائكة سيَّاحون في الأرض يلتمسون مجالس الذكر، فإذا أدركوها تجمَّعوا عندها،

ومنهم ملائكة سيَّاحون يُبَلِّغون الرسول عن أمته الصلاة والسلام.

الركن الثالث: الإيمان بكتب الله المنزلة على الأنبياء، منها التَّوراة والإنجيل والزَّبور

وصحف إبراهيم وصحف موسى، و القرآن، وهو أفضلها، قال تعالى:

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ [الحديد:25]،

فعلى كل عبدٍ أن يُؤمن بكتب الله، وأنها حقٌّ، وأنَّ أفضلها وأعظمها القرآن.

الركن الرابع: الإيمان بالرسل جميعًا من أولهم آدم إلى آخرهم محمد ﷺ،

الخامس: اليوم الآخر: تُؤمن باليوم الآخر، يعني: يوم القيامة، وأنه حقٌّ،

لا بدَّ من يوم القيامة، وهي الجزاء والحساب، والجنة والنار، والحساب والميزان،

إلى غير ذلك، قال تعالى:

وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177]،

والسادس: القدر: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]، وقال تعالى:

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

[الحج:70]،

وقال تعالى:

مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا

[الحديد:22].




يارسول الله ما الإحسان ؟


المرتبة الثالثة: الإحسان، وهي أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذه أعلى المراتب؛ أن تعبد ربَّك كأنَّك تُشاهده، هذه درجة المشاهدة، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، يعني: فتُؤمن بأنه يراك ويعلم حالك ويُشاهدك، ولا تخفى عليه خافية، حتى تكون في عبادةٍ على غاية الاستعداد والإحسان كأنَّك تُشاهد ربَّك، فإن ضعفت عن هذا فاعمل على أن ربَّك يُشاهدك، وأنك بعينه ومرآه - جلَّ وعلا - كما قال : الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ۝ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء:218- 219].

فالله يرى الجميع، ولا تخفى عليه خافية ، فينبغي للمؤمن أن يستحضر هذا عند صلاته وأعماله؛ أن الله يراه حتى يُتقن عمله، حتى يجتهد في عمله لأنه بمرأى من الله؛ ولهذا صارت هذه الدَّرجة هي الدرجة العليا: الإحسان أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

تمت المراتب الثلاثة: الإسلام وهي العامَّة، ثم الإيمان وهي الأخص، ثم الإحسان وهي أخص الأخص، وهي المرتبة العليا التي تخص خواص المؤمنين.

قال: أخبرني عن الساعة؟ متى تقوم الساعة، يعني: أخبرني متى تقوم الساعة؟ متى يموت الناس؟ قال له ﷺ: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، يعني: ما أعلمها، وأنت ما تعلمها، كلنا ما نعلمها، الله - جلَّ وعلا - يقول: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ [الأعراف:187].

قال: أخبرني عن أماراتها. علاماتها، قال: أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان، أخبره بالعلامات العامَّة التي وقعت في عهده ﷺ وبعد عهده: أولها أن تلد الأمةُ ربَّتها، يعني: السيد يستولد رقيقته، وهذا وقع من عهد النبي ﷺ، فإن ابنه إبراهيم من وليدته، من مارية، وهي مملوكة، وهذا موجود عند العرب، ولكنه قليل، ثم كثر في الأمة، بعدما كثر الرقيقُ وقام الجهادُ كثرت الجواري التي تحمل من ساداتها.

وهكذا الحُفاة العُراة العالة، وهم العرب؛ كان يغلب عليهم أنهم حُفاة عُراة عالة، غالب العرب البادية هكذا، يغلب عليهم أنهم حُفاة عُراة عالة فقراء، حتى أكرمهم الله بهذا الدين، وصاروا ملوك الناس، وأغناهم الله بعد ذلك، صاروا رؤوس الناس، وصاروا يتطاولون في البنيان؛ يبنون البنايات العظيمة، والبيوت الكثيرة، بعدما وسَّع الله عليهم، وقد وقع هذا كله، بدأ في عهده وبعده في عهد خلفائه وبعده.

ثم انطلق ولم يعرف الناسُ هذا مَن هو؟ فقال النبي لعمر: أتدري مَن السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبرائيل أتاكم يُعلمكم دينكم يعني: لما لم تسألوا أرسله الله حتى يُعلم الناس هذه الفائدة العظيمة، وهذا الترتيب العظيم، وأن الدين مراتب ثلاثة: إسلام وإيمان وإحسان، كما بيَّنه النبي ﷺ في جوابه لجبرائيل. وفَّق الله الجميع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث جبريل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث جبريل

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للتنسيق :: القسم الاسلامي :: الحديث النبوي الشريف-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: